نصائح لتحضير جلسة إشراف كوتشينغ

أهم النصائح للتحضير لجلسة الإشراف على الكوتشينغ

إن جلسات الإشراف على الكوتشينغ (Coaching Supervision) تعتبر أحد العناصر الأساسية التي تسهم في تعزيز جودة وكفاءة جلسات الكوتشينغ الفعالة. يُعد الإشراف على الكوتشينغ عملية هامة تتيح للكوتش (المدرب) التقييم والتطوير المستمر لمهاراته، بالإضافة إلى تحسين تقنيات العمل مع العملاء. تتيح هذه الجلسات فرصة للكوتش للتحدث مع مشرف محترف بغية فهم أفضل لأدائه وتحديد نقاط القوة والضعف في مهاراته، ومعالجة القضايا التي قد تظهر أثناء الجلسات مع العملاء.

إن التحضير الجيد لجلسة الإشراف على الكوتشينغ لا يقل أهمية عن التحضير لأي جلسة تدريبية أخرى. يحتاج الكوتش إلى التهيئة ذهنياً وعملياً لضمان الاستفادة القصوى من الجلسة. في هذا المقال، سنستعرض أهم النصائح التي يمكن أن تساعد في التحضير بشكل فعّال لجلسة الإشراف على الكوتشينغ.

1. التحضير العقلي والانفتاح على التغيير

قبل أي شيء، من المهم أن يكون الكوتش في حالة ذهنية إيجابية ومنفتحة خلال الجلسة. يتطلب الإشراف على الكوتشينغ مستوى عالٍ من الوعي الذاتي والقدرة على تلقي التغذية الراجعة (feedback). على الكوتش أن يكون مستعداً لمواجهة نقاط ضعفه وانتقادات قد تؤثر في أدائه، ولكنه يجب أن يتعامل معها بشكل بنّاء ويستخدمها لتحسين مهاراته. من الأهمية بمكان أن يكون الكوتش مستعدًا للاستماع بتواضع ورغبة في التعلم، وأن يترك مشاعر الدفاعية جانبًا لتلقي التغذية الراجعة بكل احترافية.

2. تحديد الأهداف والرغبات من الجلسة

من الضروري تحديد أهداف محددة قبل الجلسة. يختلف الهدف الذي يسعى إليه الكوتش من جلسة إشراف إلى أخرى، فقد يرغب في مناقشة التحديات التي يواجهها مع أحد عملائه، أو قد يكون مهتمًا بتحسين مهاراته في مواضيع معينة مثل التواصل الفعّال أو إدارة الوقت. يجب أن تكون هذه الأهداف واضحة ودقيقة لتساعد المشرف على تقديم النصائح والتوجيهات المناسبة. قد تتضمن الأهداف أمورًا مثل:

• تحسين مهارات الاستماع.

• تعزيز القدرة على طرح الأسئلة المؤثرة.

• معالجة أي شكوك حول التفاعلات مع العملاء.

• استكشاف كيفية التعامل مع المواقف الصعبة أو غير المتوقعة.

3. تحليل الحالات العملية من جلسات الكوتشينغ السابقة

يجب على الكوتش أن يكون مستعدًا لتحليل مواقف معينة مر بها في جلسات سابقة مع عملائه. يمكن أن تكون هذه المواقف حالات كانت فيها التفاعلات غير مثمرة أو لحظات كان الكوتش يشعر بعدم القدرة على إيجاد الحلول المناسبة. من المفيد أن يحضر الكوتش أمثلة من تلك الجلسات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، بحيث يتسنى له مناقشتها مع المشرف.

عند تقديم هذه الحالات، ينبغي أن يركز الكوتش على الأبعاد التي تهمه، مثل كيفية إدارة التوقعات، أو كيفية بناء الثقة مع العميل، أو تحليل الاستراتيجيات التي نجحت والتي لم تنجح في بعض المواقف.

4. تقييم التقدم الشخصي والممارسات المستمرة

جلسات الإشراف على الكوتشينغ توفر فرصة للكوتش لتقييم تقدمه الشخصي. يجب أن يكون الكوتش مستعدًا للتفكير في تطور مهاراته منذ بداية مسيرته وحتى اللحظة الحالية. كيف تطورت طريقة تعامله مع عملائه؟ هل أصبح أكثر إلمامًا بالأساليب المستخدمة في جلسات الكوتشينغ؟ هل يشعر بتحسن في استجابته للتحديات؟

من المهم أن يلتفت الكوتش إلى تطور مهاراته في جوانب مثل:

• قدرة بناء العلاقة مع العميل.

• استخدام الأسئلة الصحيحة.

• الالتزام بممارسات الكوتشينغ المهنية.

• تعلم كيفية إدارة الوقت والموارد داخل الجلسات.

5. تحضير أسئلة وأفكار لمناقشتها

من المستحسن أن يُحضّر الكوتش بعض الأسئلة التي يرغب في مناقشتها خلال الجلسة. هذه الأسئلة قد تكون مرتبطة بمواقف معينة مر بها مع العملاء أو تساؤلات تتعلق بأساليب معينة يود معرفة مدى فعاليتها. الأسئلة قد تشمل مواضيع مثل:

• كيف يمكنني تحسين تفاعلي مع عميل يواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره؟

• ما هي التقنيات التي يمكن استخدامها لتعزيز نتائج الجلسات؟

• هل هناك ممارسات جديدة يمكنني اعتمادها لزيادة فعالية الجلسات؟

هذا التحضير يساعد المشرف على توجيه الجلسة بطريقة تركز على مواضيع محددة، مما يعزز الاستفادة.

6. الاستعداد لتلقي التغذية الراجعة بمرونة

أحد أهم جوانب جلسات الإشراف على الكوتشينغ هو تلقي التغذية الراجعة من المشرف. هذه التغذية يمكن أن تكون إيجابية أو نقدية، لكن على الكوتش أن يتعامل معها بطريقة مرنة. من خلال التعرف على جوانب ضعفه في الممارسة العملية، يمكنه تحسين أدائه بشكل ملحوظ. على الكوتش أن يكون مستعدًا لتغيير بعض العادات أو الأساليب التي قد لا تكون فعّالة، خاصةً إذا كانت التغذية الراجعة تدل على وجود مجالات للتحسين.

7. مراجعة مبادئ وقيم الكوتشينغ

من المهم أن يتذكر الكوتش المبادئ الأساسية التي يستند إليها في عمله. يجب أن يكون ملتزمًا بقيم مهنية مثل السرية، والنزاهة، والاحترام، والقدرة على بناء علاقة مهنية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل. هذه المبادئ هي التي تضمن النجاح في العمل مع العملاء. يمكن للكوتش أن يراجع هذه القيم قبل الجلسة للتأكد من أنه يعمل في إطارها بشكل دائم.

8. إعداد بيئة مناسبة للجلسة

على الرغم من أن الجلسة قد تكون مع مشرف عن بُعد، إلا أن إنشاء بيئة ملائمة وهادئة يسهم بشكل كبير في نجاح الجلسة. من الأفضل أن يختار الكوتش مكانًا بعيدًا عن المشتتات، سواء كان ذلك في المنزل أو المكتب أو عبر منصة اتصال مرئية في بيئة هادئة. التأكد من وجود اتصال إنترنت مستقر وموارد صوتية جيدة يساعد في تدفق الجلسة بسلاسة.

9. التفكير في توقعات الجلسة

قد يكون لدى الكوتش توقعات معينة حول الجلسة وما يمكن أن يحصل عليه منها. من المهم أن يكون الكوتش واقعيًا بشأن ما يمكن أن تحققه الجلسة في إطار زمني محدد. الجلسات الإشرافية قد لا تقدم حلولًا سريعة لمشاكل معقدة، لكنها تتيح فرصة للتوجيه والملاحظات التي تساهم في تحسين الممارسات على المدى الطويل.

10. الاستعداد للمساءلة والمراجعة الذاتية

أثناء الجلسة، سيكون الكوتش مطالبًا بمراجعة أساليبه وقراراته. من المهم أن يكون الكوتش مستعدًا للمساءلة حول اختياراته وتوجهاته أثناء جلسات الكوتشينغ السابقة. يساهم ذلك في تعزيز النمو الشخصي والتطوير المستمر للكوتش.

11. تخطيط الخطوات المستقبلية بعد الجلسة

في ختام الجلسة، من الضروري أن يكون الكوتش قد خرج بخطة عمل واضحة بناءً على التغذية الراجعة التي تلقاها. هذه الخطوة تعزز من استفادة الكوتش من الجلسة وتساعده على تطبيق النصائح والملاحظات بشكل فعّال في عمله مع العملاء.

إعداد الجلسات الإشرافية على الكوتشينغ بشكل جيّد يعتبر جزءًا أساسيًا من العملية التطويرية لكل كوتش. بفضل التحضير الجيد، يمكن للكوتش أن يحقق أقصى استفادة من هذه الجلسات ويعزز من جودة أدائه في العمل مع العملاء.